رغم أن أحداً لم يشاهدني وأنا في قمة المجد أقود بنتلي سوبر سبورت الجديدة في شوارع البرتغال الجبلية المتعرجة، إلا أن ذلك لا يقلل أبداً من شعوري بالتميز والسمو والذي منحتني إياه تلك التجربة. حتى ولو كان إحساساً مؤقتاً انتهى ببعض الإحباط مع إعادة تلك السيارة التي تجمع بين الفخامة والرشاقة في آن واحد، ومع ذلك، فإنني ما زلت مهم إلى حد ما، فأنا من سيخبركم عن معنى قيادة بنتلي كونتننتال سوبر سبورت الجديدة
باختصار شديد: هي تجربة مدهشة. في الحقيقة، يمكنني التوقف عند هذا الحد، ولكن هناك صفحات يجب أن نملأها، كما أن هناك الكثير مما يمكن أن أقوله عن هذه السيارة الجميلة
ليس فقط مظهرها الخلاب أو تصميمها الأنيق هو أروع جوانب هذه التجربة. فهناك جوانب أخرى تحقق لك الشعور بالمجد
فمثلاً: هناك تلك اللحظة عندما وقف بجانبي مجموعة من المزارعين في شاحنتهم الصغيرة، وظل السائق يرفع صوت المحرك في تحدِ واضح. بضغطة حنونة على دواسة البنزين تستطيع البنلتي أن تقفز من الوقوف إلى سرعة 100 خلال 3.5 ثانية فقط، أعتقد أن شاحنتهم ستحتاج إلى ضعف الوقت لتحقيق ذلك
ومع ذلك فمن السهل أن تتحدى من هو أقوى منك (وأنا هنا أتحدث عن السيارة تحديداً، وليس عن الأشخاص) في الشوارع المزدحمة للمدينة الصغيرة. حيث لا يوجد مجال للتسابق حتى لو أردت ذلك. ولكن بعد بضعة كيلومترات، تجاوزت تلك الشاحنة بسهولة عندما انفتح الطريق أمامي. وأثناء ذلك اتجهت إلى اليمين، ووضعت السيارة في النقلة الخالية، لكي أتمكن من فتح الخانق لأجعل أصحاب تلك الشاحنة يشاهدون (إن كانوا لايزالون يستطيعون ذلك) القوة الحقيقية للسيارة بمحرك سعة 6.0 ليتر، دبليو 12 توربو. بدأت السيارة في الزئير والغناء والصراخ في وقت واحد، لتقدم للمعجبين بها شيئاً يتحدثون عنه أثناء الغداء أو في سهراتهم أو في جلساتهم الليلة
في كل مكان مررت به بسيارة كونتيننتال سوبرسبورت كان الجميع يلتفتون إليها. كان المراهقون في سياراتهم الصالون الصغيرة ذات الأسعار المنخفضة جداً وحالتها الرثة يشيرون بإبهامهم علامة الإعجاب والتشجيع. والأمهات مع أطفالهن في سيارات عائلية يمعنون طويلا إلى البنتلي. وحتى رجال الأعمال الوقورين يرمقون السيارة بنظرة جانبية طويلة. كما كان هناك مجموعة من المراقبين بنظرة موحدة، من راكبي سيارة كرايسلر 300. لقد رأيت الكثير منهم خلال اليوم، حيث تنحرف سيارتهم إلى مساري، أو يضغطون المكابح بقوة عندما ينتبهون فجأة إلى أن السير قد توقف أمامهم. هذه السيارة قوية ومتوحشة، وهي في الوقت نفسه تحفة فنية قادرة على مواجهة الزمن. والفارق بينها وبين الموناليزا مثلا، أنك تستطيع في مقابل 1,231,000 درهم فقط أن تحصل على بنتلي كونتيننتال سوبرسبورت أمام منزلك
هل تعلم؟ لو كنت أنا من يقوم بتسليم سيارات بنتلي، فإنني بالتأكيد سأرغب في التمتع بقيادة كل سيارة قبل توصليها إلى صاحبها. فإما أن أتجول بها في الطرقات طويلاً، أو أقودها إلى صاحبها بأقصى سرعة ممكنة. في جمع الأحوال ستصل إليك السيارة مبكراً جداً عن موعدها، أو متأخرة جداً عن موعدها
تتميز سيارة بنتلي سوبرسبورت بمحرك بسعة 4.0 ليتر، وتوين-توربو يوفر قوة 700 حصان بسرعة دوران 6000 دورة في الدقيقة. ويصل إلى قمة العزم عند 1016 نيوتن متر بسرعة 1,700 دورة في الدقيقة. طبعاً بنتلي تفضل أن تسميها "هضبة العزم" بدلا من قمة العزم، حيث إن محرك 8 صمامات بامتزاجه مع ناقل السرعة (زد إف) ذي الثمان سرعات، يوفر نطاقاً كبير من معدل الدوران عند كل سرعة. لا عجب أن تقوم بنتلي باختيار ناقل السرعة (زد إف) المستخدم في العديد من السيارات الرياضية
بالإضافة إلى القوة الهائلة للمحرك، فإن سوبرسبورت 2017 تمتاز بأناقة شديدة، مع الصدامات الجديدة الأمامية والخلفية ذات التصميم المتميز، والجناح المعلق فوق الصندوق الخلفي، ومزودة بعجلات 21 بوصة، مع الشبكة الأمامية والإضاءة الأمامية، وفتحات التهوية الجانبية، وسائر الإضافات الصغيرة، كلها مجتمعة في غلاف أسود لامع. أما من الداخل، فإن البنتلي سوبرسبورت تستقبل قائدها بواجهة من المربعات الأنيقة من ألياف الكربون على الواجهة، وشعار سوبرسبورت المطرز على المقاعد المريحة للغاية
في المنحنيات تظهر الحقيقة الواضحة – البنتلي سوبر سبورت هي سيارة كبيرة وثقيلة الوزن، ولكنها سلسلة وناعمة حين تؤرجح وزنها من جانب إلى جانب بمنتهى النعومة والسلاسة مثل متزلج على الجليد
إن هذه السيارة قوية وثابتة، لكنها ليست ثقيلة الحركة بالمرة. فنظام الدفع الكلي بها يناسب وزنها بسهولة وتوازن يمنحك ثقة كبيرة حتى عندما تكون على حافة سور يرتفع فوق حافة وادي بعمق كيلومترات. في الواقع إذا نظرت إلى السيارات الضخمة، فإن بنتلي سوبرسبورت تعتبر سيارة متوسطة الحجم، بمقاعدها الخلفية المصغرة، وزنها الإجمالي 2,280 كجم. لتوضيح هذه الأرقام، فهي أثقل من المرسيدس أيه إم جي إس-63 ببضع مئات من الكيلوجرامات، ولكن البنتلي تكسب المزيد من الشخصية الخاصة مع كل جرام إضافي. على أي حال هذه الزيادة في الوزن غير مؤثرة بالمرة، لأن السيارة تمتاز بالقوة والاتزان بدرجة كبيرة، بدرجة ساعدتني على التجوال صعودا وهبوطا في الطرق الجبلية بنعومة وسلاسة
تم تطوير نظامين نظام يعرف باسم "تحكم الذبول المستمر"، ونظام "التحكم الإلكتروني المستمر"، واللذين أعيد برمجتهما من أجل تدخل أقل. مما يرفع إمكانيات السيارة مقارنة بغيرها. ويعطيك سيطرة أكبر عليها
وفي مرات عديدة، انتبهت إلى الإغراءات الهزلية التي تقوم هذه السيارة بفعلها، وخصوصاً في الشوارع شبه الخالية، فهي تدفعني بامتياز إلى القيادة بسرعة عالية، تقارب سرعة سيارات السباق. وبالرغم من أن البرتغال معروفة بعدم التشدد في قوانين المرور. لا أنني كنت أتذكر وجه شرطي المرور العابس ونظرته الصارمة، وأرفع قدمي عن دواسة البنزين مخفضاً سرعتي قليلاً. في جميع الأحوال، لا تحاول إقناعي أن هذه السيارة أقل من أن تكون سيارة رياضية، تصلح لأكثر حلبات السباق صعوبة. ولكنها في نفس الوقت تحاول أن تضللك عن الحقيقة، فهي ما تزال سيارة ليموزين ولو كانت نسبة الليموزينية بها 40%. لكنها تحاول بدهائها أن تخدعك وتنسيك الحقيقة، لدرجة أنك قد تصدق أنها هي ذاتها مقتنعة بذلك
عندما كانت السيارة في الوضع الرياضي، سرعان ما بدأت أعتمد على ناقل السرعات في وضعه الأوتوماتيكي، صحيح أن الدواسات بعيدة قليلاً أكثر مما أُفضل. ولكني أرخيت قبضتي على المقود قليلاً. عدا ذلك، فقد كانت نقلات السيارة متوافقة تماماً مع ما أريده أثناء القيادة، حتى النقلات التنازلية أثناء تخفيض السرعة اعتمادا على المحرك لدعم الفرامل القوية للسيارة. في اليوم السابق كنت قد شاهدت ألواح فرامل البنتلي سوبرسبورت، وقلت لنفسي "إنها أكبر لوحات فرامل شاهدتها في حياتي". بعدها بلحظات أعلن مقدم العرض أن ألواح فرامل سوبرسبورت تمتاز بقُطر أكبر من أي ألواح سابقة تم إنتاجها". أليست هذه هي نوعية الفرامل التي تريدها في سيارة شديدة السرعة مثل هذه؟
أما في داخل سيارة البنتلي سوبرسبورت، فلديك كل وسائل الراحة والرفاهية. فنظام الصوت يقدم لك موسيقى ناعمة ومتناغمة، المقاعد مصنوعة يدوياً وهي مريحة للغاية، وهي تقوم بتدليك جسمك أثناء القيادة بلمسة آلية لطيفة. بعد الغداء انتقلت من السيارة المكشوفة ذات أربعة أبواب إلى أختها المكشوفة ذات البابين، التي استقبلتني بتطريز بنتلي المميز والغلاف الألومنيوم المشرق، مما أعطى السيارة انطباعاً بقوة وسرعة أكثر من سابقتها، وذلك نتيجة الغلاف الأبيض والأسود، مع وجود نفس التطريز في السيارة الأولى
نظام الملاحة في السيارة يعمل بلا أخطاء، إلى أن تسأله عن مسار بديل. ربما كانت المشكلة الوحيدة التي قابلتني هي أن جهاز الآيفون الخاص بي لم يعمل مع وصلة الشحن في المرة الأولى. كذلك توصيل البلوتوث لم يعمل طوال الرحلة، ولكن ربما كان ذلك لأن الهاتف الذي تركه لنا فريق بنتلي كان لايزال متصلاً. على أي حال، أظن أن هذه الأمور فرعية جداً، يمكن علاجها بسهولة عند امتلاكك السيارة. وسوف تنتهي في الدقائق الأولى. إنها .... رائعة