في العام 1956، شكّلت لوحة "الطبيعة الصامتة" عن المندولين التي رسمها بوتيرو نقطة تحول كبيرة في مسيرته المهنية. ومن خلال تغيير حجم الفجوة المركزية لتلك الآلة الموسيقية، فإن نسب المندولين تغيّرت أيضاً، وهو ما أعطى انطباعاً بأن تلك الآلة كانت تتنامى. وعندها، شعر بوتيرو أن شيئاً مهماً للغاية قد تغيّر. ومنذ ذلك الحين، اكتشف بوتيرو أسلوبه الخاص ورغب باللعب في نسب الحجم وتحريفه، ليس فقط فيما يتعلق برسم الإنسان، لكن ذلك انطبق أيضاً على أسلوبه في تصوير "الطبيعة الصامتة". ولذا، فإن استحضار "الطبيعة الصامتة" مع آلة المندولين التي حملت اسم "المندولين" على الطولة والتي رُسمت في العام 1998، هو جزء من استعادة الأحداث الماضية.
برع فرناندو بوتيرو الذي ولد في العام 1932 في ميدلين في كولومبيا كرسام وفنان استعاري. إن أسلوبه المتميز في استعراض الأشكال المضخّمة السلسلة مقروناً بالتحولات غير المتوقعة في مقياس الرسم قد أصبح بالإمكان التعرف عليه على الفور. وقد أُقيم أول معرض لأعماله الفنية التي قام بها في العام 1970 في ألمانيا حيث تمت استضافتها في متاحف بادن بادن وبرلين ودوسلدروف وهامبورغ.
ويشار في هذا الصدد إلى أن أعمال بوتيرو الفنية تعرض في مجموعة من المتاحف الشهيرة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك متحف الفن الحديث في نيويورك ومتحف هيرميتاج في سان بطرسبرغ في روسيا، والذي يُعد واحداً من أكبر المتاحف في العالم ومتحف بالتيمور للفنون في ولاية ميريلاند، بالإضافة إلى نويه بيناكوثيك الذي يقع في مدينة ميونخ الألمانية.
ويشار إلى أن فعاليات معرض بوتيرو في كاستوت دبي غاليري كانت انطلقت في 12 نوفمبر الماضي، وسوف تستمر لغاية الثاني من مارس 2019.