بقلم - غريغ هدسون | تصوير - سايمون إميت / موقع التصوير ذا ماندارين آورينتال هايد بارك لندن
جاكيت من مزيج اللينين والصوف (السعر عند الطلب), صدرية (السعر عند الطلب), بنطال (السعر عند الطلب), وربطة عنق حريرية (السعر عند الطلب) من إنتاج إرمينيغيلدو زيغنا، وشاح من القطن والحرير (1.100 درهم إماراتي) من إنتاج توم سويني
ما معني آن تجسد شخصية آعظم بطل خارق في العالم مرة ثانية
في عالم مليء بالأبطال
يذكرني الحديث عن هنري كافيل بشيء من طفولتي
عندما كنت في السادسة من عمري، كان مايكل كيتون الممثل المفضّل لدي. ثم تغيّر ولائي بعد سنة، إذ تمّ استبداله بالممثل وارين بيتي. صحيح أني كنت طفلاً مولعاً بالسينما وأنا في السابعة من عمري، ولكنْ لم تكنْ مشاهدتي لفيلمه ريدز وتفوّقه الكبير فيه بالمقارنة مع أداء كيتون في مستر مام السبب في تغيير ولائي. يعود السبب إلى أنه عام 1989 قام مايكل كيتون بتمثيل دور باتمان. وبالطبع كان هذا الفيلم بالنسبة لي في ذلك الوقت أروع فيلم على الإطلاق – إلى أن ظهر فيلم ديك تريسي من بطولة وارين بيتي. هكذا هو الأمر بكل بساطة بالنسبة للأطفال. يبلغ ولعهم بأمر ما لدرجةٍ عالية جداً ولكنه يتحوّل إلى أمرٍ آخر ببساطة متأثرين بالتسويق والدعايات. عندما يُعجبون ببطلٍ ما يكون تعلّقهم به شديداً جداً بحيث يُنسيهم بطلَهم السابق. لم أكتفِ بأن أحبّ باتمان أو ديك تريسي فحسب، بل أحببت كل ما يتعلّق بهما وخصوصاً أي شخص يقوم بدورهما بشكل احترافي
إننا نعيش حالياً في ثقافة مُشبَعة بتمجيد الأبطال الخارقين لدرجة أنّ الأفلام التي تقدّم أبطالاً خارقين (بل حتى المجلات المصوّرة التي تتحدّث عنهم) تضع في اعتبارها أن مشاهديها أشخاص ناضجون وليس مجرّد أطفال. ولقد بلغ هذا الأمر درجة كبيرة بحيث أننا ننسى أحياناً إلى أية درجة يَعتبر الأطفالُ عالمَ الأبطال الخارقين عالماً مثيراً ومذهلاً: إنّ هذه الشخصيات بالنسبة لهم بشر حقيقيون من لحم ودم يتجولون من حولنا، وبإمكان الطفل اختيار أي ممثّل يؤدي دور البطل الخارق المفضل لديه ليعتبره مثله الأعلى. إذا أردنا أن نكون صادقين، يمكننا أن نقول أن هذا الحدّ الفاصل بين البطل الخارق والممثل الذي يؤدي دوره قد يصبح غير واضح بحيث تتداخل شخصية البطل الخارق مع صورة الممثل الذي يؤدي الدور فنعتبرهما شخصاً واحداً حتى في أذهان المشاهدين الناضجين وليس في أذهان الأطفال فحسب. يشبه الأمر ما حدث معك عندما شاهدتَ جون هام لأول مرة يأخذ دوراً كوميدياً مضحكاً بشكل مختلف تماماً عن الشخصية التي لعبها لعدة مواسم دون درابر. لقد كان أمراً صاعقاً! من كان ليعلم أنه في حياته الواقعية لا يمت بأدنى شبه لشخصية دون درابر التي كان يلعبها
يمكننا القول أنّ هنري كافيل هو بطريقة أو بأخرى يشبه سوبرمان. أنظر إليه فحسب وستتأكد من صحّة ذلك. سترى بوضوح أنّه مناسب ليلعب شخصية مان أوف ستيل لدرجة تجعلك تعتقد أنه يحمل هذه الشخصية في جيناته بأدقّ التفاصيل وصولاً إلى ذلك الخال في ذقنه والذي يشبه خال كاري غرانت. إنّه المثل الأعلى والنموذج الأرقى للشخص الوسيم. نحتاج أحياناً أن نستعين بخيالنا بعض الشيء لنستطيع تقبّل ممثل ما في دور ما – ولكنّ الحالة مختلفة تماماً عندما نتحدّث عن هنري كافيل وسوبرمان، إنهما متطابقان لدرجة عجيبة، بل حتى إنْ رأى رجل الشرطة وجه أحدهما فسيهزّ برأسه مباشرة موافقاً على أنها صورة الآخر – تطابق عجيب
ولكن الأمر يتخطى مرحلة المظهر الخارجي. إنه أشبه ما يكون بتطابق السلوك والحركات – لا يتعدى الفرق الوحيد بينهما كون سوبرمان يتجول مرتدياً ثيابه الداخلية فوق بدلته. لقد وجد طريقة ما ليجسّد شخصية هذا البطل على الدوام بغضّ النظر عن المكان الذي يذهب إليه أو الأمر الذي يفعله أو الشخص الذي يتكلم معه. وبالطبع لا بد لهذا الأمر أن يحمل في طيّاته بعض السلبيات. قد يكون انطباع صورة الممثّل في أذهان الناس بصورة البطل الخارق الذي يؤدي دوره يساهم في جعل الناس يتذكرون هذه الشخصية كلما رأوا الممثل خاصة إن كان الأداء جيداً (ولقد أدّى كافيل دور سوبرمان أداءً رائعاً حقاً). إنْ أردتَ مثالاً عمليّاً عن هذا الأمر اسأل مايكل كيتون
قصة المَسيرة
لم يولَد هنري كافيل في أحد إستديوهات هوليوود بالطبع. إنّ الأمر بالنسبة لأغلب المشاهدين الذين ليسوا على دراية كبيرة بالتلفزيون البريطاني وأعماله يشبه كما لو أنّ كافيل قادم من المجهول (كما هو الحال مع سوبرمان تماماً!)، ارتدى بدلة القفز الحمراء والزرقاء وأرغمنا كلنا أن ننسى، مجدّداً، وجود براندون روث الذي لعب دور سوبرمان قبله. حدث ذلك في فيلم مان أوف ستيل عام 2012. وهو يعيد لعب الدور نفسه في الفيلم ذو العقد الاحتكاري الذي ينتظره الكثيرون بلهفة باتمان في سوبرمان: داون أوف جاستيس
وُلِد ونشأ مع إخوته الثلاثة في جيرسي في بريطانيا – وليست التي تقع مقابل نيو يورك على الطرف الآخر من النهر. بدأ التمثيل عندما كان في الثانوية. حيث قابل رسل كرو، بطله المفضّل في ذلك الوقت، عندما كان يشارك كممثل كومبارس في فيلم بروف أوف لايف والذي تم تصويره في مدرسته. وعلى النقيض من الأولاد الآخرين في المشهد الذين كانوا يتجمّعون حول كرو بإعجاب صامت، اقترب كافيل منه وقدّم له نفسه وحصل منه على نصيحة سريعة حول التمثيل كما نصح بطله المفضّل – وشريكه في نجومية المستقبل – بأن يغادر بسرعة قبل أن يتجمهر الأولاد الآخرون من حوله. كثيراً ما تتكرر قصة كهذه. بعد عمله كممثل لبعض الوقت كاد يحصل على تجربة أداء دور سوبرمان عندما كانت تعِدّ شركة ماك جي (McG) لإنتاجه. ثم اقترب من أخذ دور جيمس بوند قبل أن يحصل عليه دانيل كريغ. كما وصل إلى مسامعنا إشاعات مفادها أنه خسر دورين أيضاً حصل عليهما روبرت باتينسون في فيلمين رائعين آخرين بعقدٍ احتكاريّ في الظروف المُحبِطة ذاتها، لكنه لا يستطيع بالطبع أن يؤكد صحة هذه المعلومة. إنّ الفشل قبل النجاح هو بكلّ تأكيد أمر لا بدّ منه في قصة أي نجاح كبير
بالتأكيد تأثّر كافيل بهذه الحالات الباكرة التي كانت النجومية تفرّ فيها من بين أصابعه، إلا أنّ تأثيرها السلبيّ على قصة نجاحه الخارق لم يكن بعمق أو شدّة ما يلي: عندما كان هنري كافيل صغيراً كان «يعاني من زيادة في الوزن» كمل يصف هو الأمر «لقد كنتُ سميناً. لكنني لم أكن أبداً مفرط السمنة.» ولكن سمنته كانت كافية لتُكسبه لقب «كافيل السمين» (فلا بد أن يحصل الجميع على نصيبه من إهانات زملاء المدرسة). ولم يخفّف وزنَه في الحقيقة إلا بعد أن أخبر أحدُ المخرجين أمه أنه لن ينال الدور الذي يريدون منحه إياه إلا إنْ خفف وزنه. حيث عمل كافيل الصغير بجدّ و خسر ما يقرب من 15 كيلو خلال فصل الصيف.
يمكن أن يكون الوزن عدوّك اللدود، خصوصاً عندما تخسر الكثير منه. إنه عدوّ دائم التربّص بك، يستمد تأثيره الكبير عليك من حقيقة أن مصدر قوته الكبير هو ضعفك أنت بالذات. أما بالنسبة إلى كافيل فإن هذا العدو الدائم هو ما يجعله متحفزاً خصوصاً عندما يجهّز نفسه ليقفز (في أدواره التمثيلية) فوق أبنية بكاملها وليجاري باتمان في كل حركة.
اسمعه يقول, «إنني أقسو على نفسي. إنني أعتبر وزني زائداً الآن. كل من يراني يخالفني الرأي في هذه النقطة. ولكنني أعاني من زيادة الوزن بكل تأكيد. إنها طريقة نفسية مثيرة: من هو الشخص السمين؟ إنها تحافظ على تيقظي وحذري، وهذا أمر جيد».
من الطبيعي أن يقلق الشخص بشأن وزنه. لكن من غير الطبيعي أبداً أن يحوّل المرء نفسه إلى بطل خارق كل سنتين. لا يحصل الممثلون على التقدير الكافي بما يتعلق بهذا الأمر على الأقل وِفقاً لثقافتنا الشائعة. فكِّر مليّاً بالموضوع: عندما يخسر الممثل وزنه بحيث يصبح نحيلاً جداً، أو عندما يأكل بوظة هاغين – داز ليزيد من حجم جسمه ويصبح مناسباً لدور ما (وخاصة عندما يكون الدور يستحق تضحية كهذه) فإن الناس تمدح هذا الممثل لإخلاصه لمهنته. ويوصف بأنه شجاع وجديّ. ولكن لا يهتمّ أحد عندما تنحت جسمك نحتاً كي يصبح مُقنِعاً للمشاهد عندما يراك محشوراً في بدلةِ بطلٍ خارق ضيقة (بدون مساعدة المادة المطاطية بالطبع): إنّه جزء لا بدّ منه للعمل.
ولكن كافيل لا يبالي بذلك. إنّه يتقبّل ما يتوقعه الناس منه ومن أفلامه بواقعية. استمع إلى صراحته عندما يقول، «تميل أفلام الأبطال الخارقين إلى أن تكون أفلام حركة وتشويق، لذا لا يكون هناك تركيز كبير على القدرات التمثيلية للممثل حيث يطغى عليها المشهد العام اللافت لنظر المشاهدين. هناك أمورٌ إذاً تطغى على روعة أداء الممثل».
لا يعني هذا أبداً أنه لا يعتني بأدائه. بل على النقيض من ذلك تماماً، إنه يهتمّ به ببالغ الاهتمام. فهو يأخذه على محمل الجدّ. يبدو أن لعب دور سوبرمان يضع الممثل في تحديات تمثيلية نادرة. ويقول،
معطف من الكشمير ( 2.500 درهم إماراتي) من إنتاج جون، بدلة صوفية ثلاث قطع (السعر عند الطلب) من إنتاج بوس، قميص قطني (350 درهم إماراتي) من إنتاج تومي هيلفيغير، ربطة عنق حريرية (650 درهم إماراتي) من إنتاج تورنبال & أسير، جوارب قطنية (100 درهم إماراتي) من إنتاج بانتيريلا، حذاء جلدي (2.400 درهم إماراتي) من إنتاج تودز
عندما لا تستطيع الشعور بالألم، عندما لا تستطيع أن تدرك ردّة فعل الخوف، يكون هناك خطّ رفيع يفصل بين قلة الشعور وإظهار عاطفة إنسانية جياشة
تفرض عليه مسؤوليته أن يقدّم أرقى مستوىً تمثيلياً ممكناً، بغضّ النظر عمّا إذا لاحظ الجمهور ذلك أم لم يلاحظوا على الإطلاق. لينجح في أداء شخصية سوبرمان عليه أن يبدو مثله ويتصرف مثله بل أن يعيش دوره بالكامل حتى عندما لا يكون أمام الكاميرا
الهويّات السرية وعالم الإنعزال
يبدو عالم الإنعزال بالنسبة لي امتداداً إضافياً مُسهِباً. إنها أسطورة بدون جدوى حقيقية. ولكنها جزء لا يتجزّأ من شخصية سوبرمان. لا يمكننا أن نعتبر أنّ شخصية سوبرمان تتطابق كليّاً على شخصية كلارك كينت ولكنّه أمر متعب أن يبقى سوبرمان يمارس دوره كسوبرمان طوال الوقت، فبعد كل شيء إنه تمثيل أيضاً. من هذه الناحية يمكن لأي رجل أن يتفهّم فائدة الحصول على عالم الإنعزال. يدخل هذا الأمر ضمن الجانب الإنساني لهوية سوبرمان الثنائية. تشكّل هذه الحالة مهرباً له يسكن إليه بعيداً عن كلارك كينت وأصدقاءه.
تخلق الشخصيات الخارقة هوياتها الخاصة كما هو الحال مع الممثلين أنفسهم بحيث يضيع الخط الفاصل بين الجانب العام والجانب الخاص. إنهم يشكلون رموزاً حيّة من لحم ودم. وكلما اقتنع الجمهور بالأداء التمثيلي، ازدادت عزلة الممثل الذي يؤدي الدور عن مجتمعه. يتخطّى أداءُ دورِ بطلٍ خارق موضوعَ الرّضا الفنيّ، إنه يصل إلى شعور بالانعزال لدى الممثل مما يجعله يقلق من أن يتم تأطيره ضمن صورة البطل الخارق النمطية في أذهان الناس
لا يعني ما قلناه للتو أن هنري كافيل بشكل خاص يشعر بالوحدة. ولكن من المتوقع تماماً أن نرى الممثل الذي وقع عقداً لتمثيل شخصية سوبرمان لعدة سنوات قادمة سيشعر بنوع من التحفّظ لوجوده في مكان عامّ يضمّ الكثير من الناس. ولكي تُدرِك هذا الأمر بدقة يجب أن تلاحظ أن سوبرمان يمثّل بشكل أو بآخر شخصية المُخلّص الذي يرتدي بدلة ضيقة ويتميز بعيناه الليزريتان
هناك أمر شكّل أحد التحديات التي لطالما واجهها الكتاب لعقود من الزمن. كيف يمكنك إبداع قصص مدهشة حول شخصية صار لها 75 سنة تجسّد كل ما هو حقّ وصحيح في الثقافة الأمريكية؟ لديك بطل مثل سوبرمان يجسّد الشجاعة الراقية مع كل زملائه من الأبطال الخارقين الآخرين، وأنت ككاتب يستعد لكتابة قصة فيلم عنه تواجه خطراً كبيراً في أن تخسر ما يمنحه خصوصيته المميزة: المثالية والأمل والبراءة والشجاعة. ولكنْ في الوقت نفسه إنْ أبقيته في الإطار القِيَمي الذي ُرسم ضِمْنَه في الخمسينيات، لن يجد صدىً مناسباً عند الجمهور المعاصر، أي لن يُعجَب به أي شخص تجاوز الثانية عشرة من عمره في الوقت الحالي. ولهذا السبب لم يرُق مان أوف ستيل لبعض المشاهدين. لا يمكن لسوبرمان أن يسمح بتدمير كل هذا الحيّز من المدينة كما حدث في الفيلم! فكّر بكل الأرواح البريئة التي ضاعت! سوبرمان لا يَقتل!
يقول كافيل، «إنّ تحديد الأولويات هو أحد الأمور التي تعلّمتها من هذا الأمر، إذْ لا يمكنك أن تُرضي الجميع لا تهتم بما يقولونه على الإنترنت». ثمّ يوضّح الأمر بأنه لا يصغي إلى نصيحته الشخصية بشأن الإنترنت على الدوام (مع أنها نصيحة جيدة، لأن المشاهير يقرأون الإنترنت بالطبع). يتابع قائلاً، «يتعمّد بعض الناس أن يكونوا سلبيين بآرائهم بغضّ النظر عمّا يعلّقون عليه، فهم لا يمكنهم إلا أن يكونوا كذلك.» دوماً ما يعبّر بعض المعجبين عن غضبهم. هو يعلم هذا الأمر حقّ المعرفة. لقد تابع الكثير من مختلف المقالات ملاحظاً الكمّ الهائل من السلبية. ولكن عندما يحقق أحد الأفلام ما حققه مان أوف ستيل من نجاح باهر على شباك التذاكر، تعتبر أحياناً الطريقة الوحيدة لتقييم أدائك ومتابعة آراء الناس حوله.
يعاني هنري كافيل من نفس المعضلة التي يعاني منها سوبرمان. ولا يمكنك أن تحدد فيما إذا كان السبب يعود إلى مؤهلاته التي تمكّنه من لعب هذا الدور – فهو جديّ ومتواضع وطيب – أم أنّ الأمر ردّة فعل طبيعية للعبه هذا الدور. إنه يقلق من كونه طيب القلب ولكنه لا يصنع من هذا الأمر قضية كبيرة. وبالطبع لديه الحق في ذلك، لأننا نرغب دوما في رؤية أبطالنا المفضّلين يأخذون أدواراً مختلفة بشخصيات متنوعة، بحيث تمثل أدوارهم أحياناً شخصيات سلبية أو حقيرة. ونراهم يتقلبون في مقابلاتهم من حال إلى آخر معتمدين على سحرهم الخاص. حتى النجوم الذين نحب فيهم تواضعهم، نرغب في رؤيتهم يأخذون أدواراً متناقضة ونتابع مشاهدتهم في كل أدوارهم. وبشكلٍ ما يجب على الممثلين أن يعكسوا الشخصيات التي يلعبونها من حيث سلوكهم الحياتي، وإلا فإننا لا نعود قادرين على أن نقيّم أداءهم (بالطبع هذا لا يشمل الشخصيات السيئة). لتوضيح الأمر انظر إلى حالة بين أفليك، الذي يلعب دور باتمان مقابل سوبرمان الذي يلعب دوره كافيل. لقد عانى أفليك من صراع مرير كي يرتدي رداء وقبعة باتمان – مع كل ما يمتلكه من قدرات كبيرة كمخرج مبدع وممثل رائع، إذ أننا عندما نراه ما نزال نتذكر الدور الذي لعبه كلاعب بوكر شاب من بوستن والذي وضع يده على مؤخرة جينيفر لوبيز في الفيديو كليب الشهير جيني فروم ذا بلوك مما يُبعده في أذهاننا عن أن يكون باتمان.
يهتمّ كافيل كثيراً بالمحافظة على مصداقيته وقابلية الجمهور للاقتناع بدوره في سوبرمان لدرجة أنه منعزل تقريباً عن الآخرين. إنه لأمرٌ بطولي في الواقع إذ على الأبطال أن يقدموا التضحيات. إنه يذكر لنا الجانب السلبي للعبه دور سوبرمان ولاضطراره أن يحافظ على صورته كبطل خارق فهو لا يستطيع أن يفعل ما يشاء – إنه لا يستطيع أن يسرف في الشراب في الأماكن العامة كما أنه لا يستطيع أن يتساهل في التزامه بالتدريبات الرياضية للمحافظة على لياقته البدنية. ماذا سيحلّ بالأطفال الذين يعتبرون سوبرمان مثلهم الأعلى إنْ لم يفعل ذلك؟
ولكنه يتابع القول بأن الأمر يستحق هذه التضحيات، وهو يبدو صادقاً ومتواضعاً تماماً عندما يقول ذلك. فهو مُلزَم بأن يكون سوبرمان. إنه التجسيد المثالي لأعظم بطلٍ خارق ظهر على مرّ العصور بالنسبة لملايين الأطفال والراشدين وصفحات الإنترنت
إذاً لا يهمّ إن تطلّب الأمر أن يبقى محتجَزاً في البيت يلعب ألعاب الفيديو دون أن يراه أحد عوضاً عن أن يسهر ويستمتع بوقته في الملاهي. إنه مستعدّ للقيام بهذه التضحية
جاكيت بدلة صوفي (9.200 درهم إماراتي, جزء من بدلة) من إنتاج دنهيل. كنزة صوفية (575 درهم إماراتي) من إنتاج تومي هيلفيغر
ماذا يخبئ له المستقبل من أدوار مثيرة
من الممتع أن نرى ماذا يخبئ له المستقبل. خسر كافيل فيما مضى فرصة لعب دور بوند ولكنه ما يزال يملك الفرصة للقيام بذلك. هو يقول أنه جاهز لهذا الأمر إنْ جاءت الفرصة المناسبة. كان في الثانية والعشرين من عمره عندما خسر ذلك الدور في الماضي، إذاً لم يكن كبيراً بما يكفي ليقوم بدور جاسوس على أحسن وجه. بإمكانك أن تذكر أيضاً تجربته التي لم تلْق تقديراً كبيراً في فيلم ذا مان فروم يو إن سي إل إي: فهو يستطيع ارتداء بدلة بشكل مقنع. إنه قادر أن يكون غامضاً وآسراً في الوقت ذاته. إذاً سيكون خير مجسّدٍ لشخصية بوند
كما أسْلفنا سيكون خير ممثل لتأدية دور بوند. ورأينا كيف أن جديّته الطبيعية – وصفاته المنحوتة نحتاً رائعاً وعجيباً – صنعتْ منه سوبرمان بشكل مثالي. كم هو أمر رائع أن نرى تعديلاً بسيطاً على تلك المواصفات ليصبح مناسباً لدور بوند. دعه يُطِيل شعره قليلاً وانظر كيف سيكون – إنه مثالي لدور بوند.
من الجدير بالذكر القول أنه بينما نجد أغلب الممثلين يعبّرون عن انزعاجهم من القيود التي تفرضها عليهم العقود الاحتكارية، نرى كافيل يبحث عنها دوماً. قد يقول قائل إنه بذلك يسعى وراء المال. إذ أنك إن أخذت أي معتوه بسيط ووضعته في مسلسل أو فيلم ناجح فستكون خطة عملك واضحة أمامك لعشرة سنوات قادمة. ومع أن كافيل لا يخجل بأن يصرّح عن حبّه للمال إلا أنه من الواضح أن هدفه الأساسي ليس الحصول على المال فحسب. (هذا ما تسعى إليه شركة الإنتاج التي أسّسها حديثاً). لا، إن هدفه مختلف، فهو يسعى وراء العقود الاحتكارية لأن تمثّل بالنسبة له متعةً أكبر كما أنه يعتبرها خير استفادة لجاذبيته وموهبته بالذات
بالإضافة إلى ذلك, ليس هناك أي أمر سخيف أو سطحي في لعب دور سوبرمان. إن ذلك يتطلب التزاماً يفوق قدرة البشر، وهنري كافيل يحبّ هذا الأمر