بقلم | آليكس نينو غيسيو
يستحيل على الأغلب أن تشاهد جون بيرنثال في كوميديا رومنسية لنانسي مييرز. إنّه يتقبّل ذلك، وتراه يجد عزاؤه بأنه يلعب دور ذا بانيشر في الموسم الثاني لمارفل من إنتاج نيتفليكسزديرديفيل. لكن لا تعتقد أبداً أنه لن يغتنم الفرصة ليلعب دور الطبيب في فيلم زوجتك المفضّل القادم (وربما فيلمك المفضل أنت أيضاً إنْ قلتَ الصدق). إنه يقول، «لمْ أقل أني لا أرغب بأن أؤدي دوراً كوميدياً رومنسياً، لكن كل ما في الأمر ببساطة أنّه لا أحد يطلبني لدور كهذا.» حتى لو غضّينا البصر عما قلناه للتّو، لا يمكننا أن ننكر أنّ الرجل قاسٍ بعض الشيء – لقد كسر أنفه 14 مرّة (في هوايته، الملاكمة) - ولكن بطريقة شجاعة وأنيقة. يعتبَر هذا الرجل البالغ 39 من العمر الأخير من مجموعة ممثلين بطريقها إلى الانقراض في هوليوود: ممثل يؤدي دوره بقساوة الصخر وهو مثاليّ في دور كهذا. ممّا يعني أنه ليس الخيار الأمثل ليؤدي إعلان عن الثياب الداخلية مثلاً. عندما تراه خلال تمثيله – يذبح الزومبي في فيلم ذا ووكينغ ديد أو يقصف النازيين في فيوري تؤمن بأنه مناسب حقاً لأداء هذا النوع القاسي من الأدوار. ما أن تنظر إلى عينيه حتى تشعر بأنهما تكتنزان الكثير من المشاهد الفظيعة. بالطبع لا تكفي النظرة القاسية كي يستطيع الممثل إظهار هذا النوع من القسوة التي يبديها بيرنثال أمام الكاميرا. إنه ممثل يتقيد بكل ما يتطلبه الأمر منه لينجح في دوره، فهو يغوص إلى أعماق الدور الذي يؤديه بغضّ النظر عن مدى الظلام الذي سيغوص فيه بالنسبة لفيلم ذا بانيشر تطلّب الأمر منه أن يتقمّص شخصية محارب سابق تحوّل إلى عضو لجنة أهلية بعد أن شاهد جريمة قتل عائلته. اسمعه يقول، «كان عليّ أن أقطع أيّ اتصالٍ مع زوجتي وأطفالي لمدة أشهر، وأن أضع ثِقلاً في حقيبة ظهري وأمشي ذهاباً وإياباً عبر جسر بروكلين وحيداً. لقد حبست نفسي مع مصادر الإلهام لهذه الشخصية وبقيت في ظلامها كي لا أتشتت بأي شيء غير مرتبط بها». إن لم تنبهر بما أخبرناك به حتى الآن فعليك أن تعرف أنه أدّى أغلب مشاهد القتال في أفلامه بنفسه (لقد أثبتت هواية الملاكمة جدواها بالنسبة له)
لا يعني كل ما قيل حتى الآن أن طريقة عمل بيرنثال مشؤومة وكئيبة، إذ أنك لا يستغرقك الكثير من الوقت عندما تجلس معه لتدرك اللطافة الموجودة خلف قناع مظهره اللئيم القاسي. إنه ذكوريّ ولكنه لطيف، عدائي ولكنه آسِر إنه من نوع الرجال الذين يطلقون دعابات مستخفة بذاتهم، أو يتطوعون لإنقاذ أي كلب في ورطة كما في ذا ماجوريتي بروجيكت «لقد أنقذتُ العديد من كلاب البيتبال. إنه شغف يسكنني». إنه شخص فظّ لكنه يهتم لأمور الآخرين بشدة - لأمور الكائنات الأخرى ولأمور مهنته
يبدو أن هذه الثنائية تعمل لصالحه بشكل جيد خلال عام 2016، فبالإضافة إلى الإشاعة التي تقول أنه سيكون هناك جزء ثانٍ من ذا بانيشر، سيلعب دور البطولة إلى جانب بين أفليك في فيلم الإثارة ذي أكاونتانت وإلى جانب ليك بيل في دراما السجن الهندي شوت كولر.بالتأكيد ستكون كلها أدواراً مظلمة وعنيفة، ولكن جون بيرنثال يتمتع بجانب لطيفٍ أيضاً. أعطه فرصةً ليظهره على الشاشة وسترى الدموع تنهمر لدى المشاهدين اسمعه يضحك معلّقاً على ذلك، «يجب أن يكون ذلك فيلماً مميّزاً جداً كي تناسبني المشاركة فيه، مع أنه سيكون أدنى من أدواري المعهودة». هل تسمعون ذلك يا شركات الإنتاج؟ الكرة في ملعبكم الآن