رائد الكوميديا في الشرق الأوسط يتجول بعرضه الرائع حول العالم
من السهل القول إنك تود أن تكون الأعظم. لكن إعلان ذلك للعالم يتطلب جرأة كبيرة. فمحمد علي قبل أن يحقق أي لقب في الملاكمة كان يعبر بوضوح وبصوت عالٍ عن طموحاته قائلًا «أنا الأعظم» ثم فاز بالبطولة الأولى للوزن الثقيل سنة 1964. تمتع علي بالجرأة، ليس لأنه تلقى اللكمات فحسب، بل لأنه نهض بعد كل سقوط لكي يجتاز كافة العقبات ويصبح ربما أحد أعظم الملاكمين في التاريخ
وكما محمد علي في عصره الذهبي، نمر أبو نصار – الذي يُعرف الآن باسمه الفني نمر – عازم على تحقيق حلمه بأن يصبح من أعظم الكوميديين الارتجاليين. حيث أنه واجه تحديات وانتقادات عدة وحتى مواقف هددت حياته، لكنه لم يسمح لأي منها بأن تقف بوجه عزمه على الوصول إلى القمة، بل وجد طريقته الخاصة للضحك عليها مع الجمهور
ومعروفٌ عن نمر أنه رائد الكوميديا الارتجالية (أو ما يُعرف بالـ»ستاند آب كوميدي») في الشرق الأوسط. وقد انطلق في مسيرته المهنية من لبنان في العام 2001 أثناء متابعته الدراسة، حيث قام بتقديم وصلات الكوميديا الارتجالية في الحانات والمقاهي. ولم تكن الكوميديا الارتجالية، بحسب المعايير الغربية، معروفة آنذاك في الشرق الأوسط، رغم انتشار الكوميديا المسرحية السياسية المعتادة التي تقدم عروضها بانتظام. اتخذ نمر قرارًا واعيًا بالسعي لتحقيق مشواره المهني في الكوميديا الارتجالية، وترك العمل مع العائلة التي ساورها القلق نتيجة هذه الخطوة. لا شك في أن تلك الخطوة كانت جريئة وتطلبت الكثير من الشجاعة
يقول نمر: «في بداية مسيرتي، كان يحضر العرض النمط التقليدي من الأشخاص المدخنين للسيجار وكانوا يقاطعونني باستمرار، ويتحدثون بصوتٍ عالٍ ويتصرفون بازدراء خلال العرض ولم أكن قادرًا على إسكاتهم. فكيف يمكن أن تسكت شخصًا يحتفظ بمسدس في سيارته؟ أو شخصًا آخر ينتظر أن تحاول إسكاته حتى يجبرك على السكوت ليثير إعجاب أصدقائه
الانتقادات القاسية هي جزء لا يتجزأ من بداية مسيرة أي فنان، وقد واجه نمر أنواع مختلفة من الشخصيات الساخرة، لكن فصاحته ولباقته وحس الفكاهة اللاذع، مكنته من التكيف وتحويل الاستفزاز إلى كوميديا
يضيف نمر: عليك أن تحوّل المواقف المزعجة لصالحك وتسكت المستهزئين دون إهانتهم. لقد علمني لبنان القدرة على التعامل مع المستهزئين أكثر من أي بلد آخر. إنها حرفة بحد ذاتها
ويؤكد الأشخاص المقربين من نمر أن أهم موهبة يتحلى بها هي فن الخطابة. فإذا وضعته بين مجموعة من الأصدقاء يصبح فورًا محور اهتمام الجلسة. وإذا دخل إلى قاعة المسرح أمام آلاف الحاضرين يمكنه أن يحرك مشاعرهم بذكاء حسه الفكاهي وتعليقاته الحكيمة المثيرة للجدل. وإذا دخلت معه في حوار شخصي، توقع خوض نقاشٍ فلسفي عميق حول معنى الحياة وفنون مقاتلي الساموراي اليابانيين أو ربما آخر لعبة إلكترونية انتشرت
يتمتع نمر بطبيعة مستقلة وخارجة عن المألوف فهو يتحدث حول أفكاره وملاحظاته في العالم الذي يحيط به
لقد كان الشاب الأكثر شعبية في المدرسة وكان موهوبًا في إضحاك الآخرين
يقول نمر: إن طريقتي على خشبة المسرح هي نفس الطريقة التي أتصرف بها أينما كنت وارتحلت مما جعل انتقالي للعمل على المسرح أمرًا سهلًا جدًّا لم أكن قد تجاوزت الرابعة من عمري عندما أخبرت والدي أني أود أن أكون كوميديًّا ارتجاليًّا. إنها رغبة وشغف وكان عليّ تكريس حياتي كلها لتحقيقها؛ لأعيش حياتي دون ندم في حال فشلت بتحقيق حلمي تعبت في أول عامين لكني كنت سعيدًا فسبب أفعالي كان ينبع من منظوري الخاص مع مجموعة من المبادئ تسهّل عليّ اتخاذ القرارات. وأعتقد أن الحياة تصبح أكثر سهولة إذا حدد الشخص ما يصبو إليه
تعكس المادة التي يستخدمها نمر في عروضه شخصيته وتجارب حياته إلى حد كبير كان يتحدث في عروضه الخاصة الأولى عن العلاقات وألعاب الفيديو ثم بات يُركز على السفر وجوانب الزواج ويشرح نمر الذي يعمل حاليًّا على عرضه الخاص السابع قائلًا: عليك في الكوميديا التصرف على سجيتك والتحدث عن أشياء تعنيك وتهمك وأنا أسجل جميع عروضي وأستمع إليها فقد يبرز شيء جديد بعد تقديم مئات العروض إن مدة العرض تستغرق ساعة ونصف إلى ساعتين ولا بد أن تركز على رسالة ومحور هام للحصول على الغاية القصوى من الموضوع
يقول نمر أن قدرة التعامل مع الفشل هي ما يجعل منه كوميدي بارع: ينتقل الكوميدي البارع إلى مستوى أكثر أهمية عند اكتشافه الأشياء التي تُضحك الناس فالفرق بين العروض التي قدمتها في بداية مشواري والحالية أنني كنت أبقى منهمكًا بالتفكير بنكتي التي لم تُضحك الناس بينما الآن فهمت أن النكت لا يمكن أن تكون مضحكة طوال الوقت وفي كل مكان وأن عليّ المضي قدمًا عليك فهم حيوية مكان العرض وقراءته والتأقلم معه
يقول نمر: إن سر نجاحه يكمن في التركيز الدائم مهما تطلب الأمر. فلا يمكن للكوميدي إلا أن يكون متيقظًا تمامًا أمام المئات من الجمهور: الكوميديا أمرٌ جدي ولها هدف راسخ ابتدعت من أجله وأنا أتعامل مع مسألة الوقت المسلي بشكل جدي فلا أشرب أو أتعاطى المخدرات وبالتالي أعرف دائمًا الوقت الملائم لوضع حد معين للنكت وأعرف ما أقوله وأن أكون مسؤولًا عن كلامي علينا ككوميديين أن ندفع هذه الحدود ونتحداها وأن نثير الجدل حولها وعليك أن تتخيل الجمهور الجديد وكأنهم ذوي خطيبتك عندما تقابلهم لأول مرة فتعاملهما بلطف كي تكسب ثقتهما
ونمر لبناني من أصل أمريكي وقد تأثر بحضارة هاتين الدولتين في طفولته فقد عاش في سان دييغو وكاليفورنيا حتى العاشرة من عمره قبل أن تقرر أسرته العودة إلى لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية التي دامت 15 سنة فشهد نمر أوضاعًا قاسية لدى عودته إلا أن عروضه تجاوزت الدراما السياسية المنفتحة في الشرق الأوسط وهي الموضوع الذي يختاره الفنانون المحليون وصانعو الأفلام ومذيعي برامج الحوارات التلفزيونية
تتمحور مواضيع عروض نمر حول المسائل العامة التي تؤثر في الثقافات الهامشية لمجتمعنا ولديه القدرة على مزج السمات الاجتماعية التي تلخص حياة المواطن العادي وتحكم أسلوب حياته مع فساد أساليب المجتمع ودمجه لسخافات الحياة اليومية ضمن قالب غريب ساخر شيء عبقري فذ إن عروضه تعكس واقع الحياة اليومية غير أن المفارقة تكمن في التحولات المثيرة للجدل التي يفرضها على الواقع والتي تجعل الكوميديا ملاذًا رائعًا وقد تكون سببًا في زيادة أعداد جمهوره إلى مئات الآلاف من الناس
كي تصبح كوميديًّا ناجحًا فإن عليك بناء عالمك الخاص لتترك انطباعًا بمنظور جديد لدى الجمهور عن عالمهم لقد رسمت العالم الذي أعيش فيه من خلال عروضي إنه عالم معاصر لاسيما وأن لبنان هو وجهة العالم ويبدو من السخافة قول ذلك لأننا نحن الأشخاص الذين نفهم ضمنيًّا أننا لا ننتمي فعلًا إلى أي مكان وأننا ننتمي لكل مكان ومن الصعب جدًّا تفسير ذلك لأشخاص لم يعيشوا في الشتات
إن أفعالنا هي التي تحدد هويتنا وإذا حددت نفسك بهذا التعريف بعيدًا عن الدين واللغة فهذا أمر مذهل تأمل في عدد الحروب التي خضناها والأصدقاء الذين خسرناهم في الحرب وأشياء غبية أخرى مثل قوانين السير السيئة والفساد لقد شهدنا كل الأشكال المروعة للإنسانية ولا نزال صامدون وهذا هو محور عروضي التحدث عن مواضيع دون أي تنازلات ومهمتي هي جمع أشخاص من أعراق وديانات مختلفة في غرفة واحدة ورسم البسمة على وجوههم وما يفعله الجمهور هو شيء أعمق من الضحك على أنفسهم لكنهم يضحكون مع بعضهم بصدق إنه نشاط جماعي مقدس وفريد في نفس الوقت
يتفق الكثيرون على أن الكوميديا لم تشهد تقدمًا في الشرق الأوسط كحال الفنون الأخرى ويرى نمر في هذا فرصة لازدهار الإبداع وكونه الكوميدي الارتجالي الوحيد في المنطقة تنفذ تذاكر عروضه وتضعه على رأس أكثر الفنانين رواجًا في المنطقة ففي شهر يوليو 2014 بيعت جميع تذاكر عرضه الخاص بعنوان «ملاحظات مضحكة متواصلة» إلى 4000 شخص من معجبيه بينما في نفس الليلة أقامت الفرقة البريطانية «ماسيف أتاك» حفلًا حضره 1300 شخص وغنى جورج وسوف أحد أشهر المغنيين في العالم العربي أمام 700 شخص
يشعر نمر بالفخر بتلك اللحظة وبإنجازه مع أن لبنان كان يمر بحالة حادة من عدم الاستقرار السياسي أثرت على السياحة واقتصاد الدولة كما أن تذاكر عرضه «ملاحظات مضحكة متواصلة» نفذت في الأردن وقطر بعد لبنان بفترة وجيزة، لكن الأهم هو انتقاله إلى لوس أنجلوس لتكون هذه بمثابة الخطوة التالية في مسيرته الفنية ويقول نمر حول ذلك «قمت بكافة الخطوات الثورية التي غيرت شكل هذه الصناعة كفنان في الشرق الأوسط، ولم أرغب أن أبقى مكاني، فأتيت هنا لأكمل بناء ما بدأته وأغير بعض الأشياء
لقد علّم لبنان الفنانين الشباب دروسًا عديدة يتذكر نمر كيف تركت حرب العام 2006 التي دامت 34 يومًا أثرًا عميقًا في نفسه ومنحته منظورًا جديدًا في نفس الوقت: كنت قد خضعت لجراحة فتاق نتيجة إصابة في المنطقة السفلية من البطن بسبب مبالغتي في ممارسة الرياضة وفي الوقت نفسه كنت أحاول التخلص من الكراهية التي أتصارع معها فاستيقظت إثر سقوط صاروخ خارج المستشفى وهكذا كان الحال في الأيام التالية حيث توالى سقوط الصواريخ قرب منزلي في منطقة أدما ودمرت جسرًا ومنشأة كهربائية وكان دوي الانفجار قويًّا لدرجة أنه تسبب في سقوط أختي عن الشرفة وبالطبع سقط عدد كبير من المدنيين ورغم ذلك أمضيت وقتًا رائعًا
أتعجب دائمًا من غياب الضحك عن المنزل آنذاك كنت ألعب ألعاب الفيديو مع جورج أعز أصدقائي فيما كنت طريح الفراش بعد الجراحة وبالكاد كنت أتحرك انزعجت من التدريب الذي قررت أن أقوم به لأكون أفضل من أي شيء تختاره لي عائلتي أو الأشخاص من حولي
أدركت في وقت لاحق أن سبب هدوئي خلال العاصفة الهوجاء كان إيماني العميق أنني سوف أكون بخير لأني كنت أعرف ولطالما عرفت أنني لن أذهب إلى أي مكان حتى يصبح كل شيء مختلفًا
استقال نمر من وظيفته بعد الحرب وبدأ مسيرته ككوميدي ارتجالي بدوام كامل رافعًا شعار «لا سياسة، لا طائفية، حب واحد» وكانت هذه العبارة مطبوعة على كافة ملصقات عروضه وعلى الإذاعات والإعلانات التليفزيونية «عرفت أنا كل ما أحتاجه هو خلق مكان يبدأ الناس فيه أمسيتهم بعيدًا عن التحيز الأعمى ومنفتح للمنطق والتفهم فقط مما سيحدد شكل أمسيتهم وإن اشتهر العرض بقدر كافٍ سيحدد شكل ليلة الجمعة وبعدها نهاية الأسبوع وبالتالي بقية أيام الأسبوع
انصدم نمر عندما اكتشف أن عروضه الكوميدية سرعان ما هيمنت على الأمسية بأكملها وليس على بدايتها فقط بل أن عروضه حددت شكل جيل برمته
لقد عرفت السلام في الحرب، ووجدت هدفي في الدمار، ونضجت شخصيتي في نهاية الأمر
يظن الكثيرون أن الكوميديين يعانون من مشاكل نفسية لقد صدم العبقري روبين ويليامز العالم العام الماضي عندما قام بالانتحار إثر معاناته من الاكتئاب وهناك غيره من الكوميديين الذين كانوا ضحايا الاكتئاب ولجأوا إلى تعاطي المخدرات في مسيرتهم فهناك جون بلوشي وكريس فارلي مثلًا، وكلاهما توفى بسبب جرعة مخدرات مفرطة وفريدي برينز الذي انتحر مطلقُا النار على نفسه لأنه كان يحب لعبة قمار الروليت الروسية بالمسدس وريتشارد بروير الذي أحرق نفسه بطريق الخطأ وهو يتعاطى الكوكايين ويشرب الرم ولكنه توفى بعدها بسنوات إثر نوبة قلبية
كتب الكاتب الأمريكي الذي عاش في القرن التاسع عشر «مارك توين» إحدى المرات «إن سر مصدر الفكاهة نفسها يكمن في الحزن وليس في البهجة الجنة لا تعرف الفكاهة
يعتقد نمر أن الظروف هي التي تحدد شخصية الكوميدي وليس الجانب المظلم فيها «لا أعرف كوميديًّا عظيمًا واحدًا من عائلة غنية وفّرت له أو لها كل شيء إن شخصية الكوميديين تُصقل عبر تجاربهم وتؤسس منظورهم كنت محظوظًا عن نفسي أن تجربتي السلبية الوحيدة تكونت من الحرب وليس من عائلتي أو من اضطراب عقلي لذلك فأنا أستلهم فكاهتي من مصدر سليم إن ما يثقل حياتي هو رؤية بشاعة الإنسانية الحقيقية التي لم تولد من داخلي بل من مكان ما من حولي
يحتاج المرء أن يتحلى بالكثير من الشجاعة ليخترق المجتمع الذي يعيش فيه ويواجه فكرة التخلي عن كل شيء ليصبح فنانًا في منطقة تعتبر الفنانين الحقيقيين أقلية ثمة مجموعة من الفنانين مثل نمر الذين يمهدون الطريق لأنفسهم ولا يرضون بأنصاف الحلول يقول نمر «الصمود في الشرق الأوسط أمر صعب ومن النادر أن تجد أحدًا مستعدًا للمجازفة لذلك عندما تفصح عن رغبتك في أن تصبح فنانًا فهذا لا يعني أنك تحدد نفسك فقط بل تحدد صناعة بأكملها لقد تركت كل شيء وعانيت لأني أريد أن أصبح فنانًا واستلهمت الكثير من الرسوم المتحركة والكتب والفنانين المشهورين
دايف تشابيل وبيل هيكس وكريس روك وبابلو فرانسيسكو ولويس سي كاي هم بعض النماذج التي يحتذي نمر بها في عالم الكوميديا وهو معجب بالأعمال الكلاسيكية لاسيما تلك العائدة للني بروس وودي آلن حاليًّا هو يتابع أعمال بير بور الذي حقق برنامجه «أي آم سوري يو فيل ذات وواي» (آسف لأنك تشعر بهذه الطريقة) شعبية كبيرة على نتفليكس
ويعد انتقال نمر إلى الغرب مؤخرًا خطوة إلى الأمام في مسيرته، حيث يقوم بجولة في أرجاء الولايات المتحدة ويصف هذه الخطوة كتوسعة لعمله - إذا اعتبرنا عملي شركة، فأنا قد حققت أقصى ما يمكن الوصول إليه في الشرق الأوسط، فقد نفذت التذاكر في أكبر العروض في المنطقة وبالتالي يمكنني البقاء هنا وتقديم العرض الواحد تلو الآخر، أو التوسع هدفي في الحياة هو الإيمان بالحلم الإيمان بأنك تستطيع القيام بكل ما تريده
لم يشجعه أحد في لبنان على المضي قدمًا في مسيرته الكوميدية، ويعلق حول ذلك «أخبروني أني لن أنجح هنا. ولطالما أردت البدء في لبنان والنجاح في الشرق الأوسط ثم الانتقال إلى أمريكا وتحقيق المزيد من النجاح. وهدفي البعيد هو توسيع رقعة العرض واستقطاب جمهور من كافة أنحاء العالم ومشاهدته مع بعضهم وعرضه في كل مكان في نفس الوقت، وأن يضحك الجميع على نفس النكتة» وقد أخذ نمر على عاتقة مهمة تحقيق هذا الحلم
أريد أن أكون الأعظم - لن أتوقف - حتى إذا متُّ وأنا أحاول أريد أن أكون الرجل الذي واجه كل شيء وتمكن من نشر رسالة قوية نابعة من داخلي ووجودي وقد أصبحت في منتصف الطريق أنا شخص مضحك وسوف أكون الأفضل