منذ انطلاقه عام 2004، شهد «مهرجان دبي السينمائي الدولي» نمواً متسارعاً، فأصبح أحد أهمّ الأحداث في المنطقة، وركناً أساسياً في تطوّر السينما العربية. وقد انطلقت دورته الـ13 في شهر ديسمبر الفائت، حاملةً معها تشكيلة مميزة من 156 فيلماً، ناطقة بأكثر من 44 لغة ومن 55 دولة. كما شمل برنامج المهرجان العروض الأولى لعدّة أفلام من المنطقة والعالم، منها أعمال مخرجين معروفين عالمياً، إلى جانب مواهب محليّة. وقد اخترنا لكم أفضل الانتاجات العربيّة التي لا بد من مشاهدتها، من الأفلام الوثائقيّة السياسيّة الجدليّة إلى الدراما الاجتماعيّة
يا عمري من أخراج هادي زكاك
في هذه السيرة الذاتيّة الوثائقيّة، يتابع هادي زكاك، المخرج السينمائي اللبناني الحائز على جوائز عدّة، شيخوخة جدّته هنريات عبر السنين، هي التي تخطّت مائة سنة من عمرها لتعيش حتى سنّ الـ104، ويرصد تحوّل الذاكرة والهجرة من لبنان إلى البرازيل، وقصص الحب والأولاد، والوقت المعلّق هادي زكاك أستاذ في معهد السينما - جامعة القدّيس يوسف - في بيروت، أخرج ما يفوق 20 فيلماً وثائقياً، من أبرزها: «كمال جنبلاط، الشاهد والشهادة» (2015) و«مارسيدس» (2011) و«درس في التاريخ» (2009) و لاجئون مدى الحياة 2006
علي معزه و أبراهيم من أخراج شريف البنداري
علي شاب أُغرم بمعزة، أسماها ندى. ورضوخاً لرغبة أمّه، زار أحد المعالجين الروحانييّن، حيث التقى بإبراهيم الذي يعمل في استديو تسجيل ويسمع أصواتاً غريبة تخيفه. وبعد أن أقرّ المعالج بإصابتهما «بلعنة»، وصف لهما الحلّ وهو أن يرميا حجارة «سحريّة» ثلاث في المساحات المائيّة المحيطة بمصر. فانطلق علي ومعزته وإبراهيم في رحلة أخذتهما من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر، فنهر النيل، في مسيرة صداقة ومصالحة واكتشاف وتقبل للذات إكتسب المخرج شريف البنداري سمعة جيّدة في مجال صناعة الأفلام الدراميّة، فقد حاز فيلماه «صباح الفل» (2006) و«ساعة عصاري» (2008) على 29 جائزة، في حين عُرض فيلمه «حظر تجوّل» (2011)، الذي يتمحور حول ثورة 25 يناير، في مهرجان كان
أنشالله أستفدت من أخراج محمود المساد
في هذه الكوميديّة الدراميّة من إخراج محمود المساد، يظهر أحمد، عامل البناء الذي يتورّط في صفقة عمل غير موفّقة، فتودي به إلى السجن. هناك يلتقي بإبراهيم الذي يحتال عليه ويقضي على آخر أمل له ليثبت براءته. حينئذ يدرك أحمد أن حياته في السجن قد تكون أفضل من الحياة التي عاشها في الخارج شارك المساد، الذي تُدرّس أعماله في المناهج السينمائيّة في أوروبا، في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، مخرجاً وممثلاً ومنتجاً. ويُذكر أن فيلمه «إعادة خلق» (2007) حاز جائزة السينما العالميّة، و«هذه صورتي وأنا ميت» (2010) فاز بجائزة أفضل فيلم في فئة المهر في «مهرجان دبي السينمائي الدولي». كما تم اختيار محمود المساد سفيراً عربياً للثقافة عام 2002
عسل، مطر غبار من أخراج نجوم الغانم
عائشة وفاطمة وغريب، من بين الأكثر شهرة في في المنطقة الشماليّة من دولة الإمارات في مجال البحث عن العسل وجمعه. إلا أن غريب يُعتبر أيضاً نحالاً، كونه أسّس محميّة للنحل على أعلى الجبل حيث بإمكانه التحكم بالبيئة المحيطة وحماية ممتلكاته من النحل. أما فاطمة وعائشة، فتفضلان التجول في الجبال، سعياً وراء أفضل نوع عسل طبيعيّ. وفي هذه الأثناء، بات النحل يتأقلم مع التغيّر المناخي وتحدّيات صراعهم للبقاء وصناعة العسل. وعن غير قصد، أصبح النحل جزء لا يتجزأ من حياة عائشة وفاطمة وغريب. ولكن إلى متى سيظلّ النحل يعطي عسله؟ أنتجت المخرجة الإماراتیّة عدداً من الأفلام القصيرة الروائيّة والوثائقيّة التي حازت على عدة جوائز، ومنها «أمل» (2011) وسماء قریبة 2014
نحبك هادي من أخراج محمد بن عطية
هادي شاب قليل الكلام يتبع الدرب التي رُسمت له. تونس تتغير ولكن هادي لا ينتظر من المستقبل شيئاً يُذكر ويسمح للآخرين باتخاذ القرارات المهمّة بالنيابة عنه. وفي الأسبوع نفسه، تشرع أمّه في تنظيم زواجه ويرسله مديره إلى مدينة المهدية للبحث عن عملاء جدد. وعلى مفترق طرق، فيما يتفادى هادي واجباته المهنيّة، يتعرّف على ريم، شابة حرّة تعشق السفر وتعمل كقائدة نشاطات في منتجع محليّ. وسرعان ما تؤثر ريم وعشقها للحياة على هادي، فتجمعهما قصة حبّ جامحة. وقبيل زواجه الوشيك، يجد هادي نفسه مرغماً على اتخاذ قرار بنفسه
مولانا من أخراج مجدي أحمد علي
يبرز الشيخ حاتم في مجتمع متأثّر بدعاوى التشدّد. فتنطلق رحلته، من شيخ في مسجد حكومي، إلى شخصيّة تلفزيونيّة مشهورة تصدر فتاوى يتلقاها الملايين بالإعجاب لجرأته في الانحراف عن الحديث الديني التقليدي. فتتجلى بلاغته وبراعته على شاشة التلفزيون، على خلفيّة صراع للسلطة، حيث يجد الشيخ حاتم نفسه في خضمّ شبكة من الصراعات المعقّدة، في حين تتبلور أحداث حياته الشخصيّة وهو يحاول الابتعاد عن سياسة المؤسّسات. فيرى الشيخ نفسه متورّطاً في مسألة حسّاسة، تجبره على إيجاد وسيلة لإحداث تغيير في جوّ من النفاق والخوف إن «مولانا» هو آخر عمل للمخرج المصري مجدي أحمد علي الذي سبق وعمل مع مخرجين عرب عريقين مثل محمد خان ويوسف شاهين. تشمل أفلامه: «البطل» (1997) و«أسرار البنات» (2001) و«عصافير النيل (2009). كما فاز فيلمه الطويل الأوّل «يا دنيا يا غرامي» (1996) بجائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان مونتريال العالمي للأفلام
العاصفة السوداء من أخراج حسين حسن
إن هذه الدراما الاجتماعيّة السياسيّة هي أحدث عمل للمخرج الكردي حسين حسن الذي بات معروفاً بأفلامه شديدة اللهجة، ومنها «البقاء» (2009) و«ذكريات منقوشة على حجر» (2014) و«زهرة النرجس» (2006) الذي فاز بجائزة منظمة العفو الدولية ريكو وبيرو شاب وفتاة يزيديان كانا يحضّران لحفل زفافهما، عندما يهاجم مقاتلو «داعش» قريتهم في العراق. تباع الفتيات اليزيديات، ومنهن بيرو، كرقيق، ويعذبن ويُغتصبن. ومن جرّاء الاعتداء، ينهار ريكو الذي نجا بفضل عمله كحارس للأمن في شركة نفط أميركيّة. فيشهد ريكو أثناء بحثه عن بيرو وعائلته العواقب المأساويّة للهجمات على اليزيدييّن. وفي نهاية المطاف، يجد عائلته وبيرو التي حُرّرت وُوضعت في مخيم للاجئين. قصة حب وشجاعة أخّاذة، في ظلّ أحد أكثر جرائم الحرب وحشيّة في زماننا هذا
الرجال عند الدفن من أخراج عبدالله الكعبي
بعد انتهاء الحرب الإيرانيّة العراقيّة عام 1988، في هذا العمل للمخرج الإماراتي عبدالله الكعبي، ترحّب أم عمياء ببناتها لتكشف لهنّ عن سرٍ دفين، غير أنها تلقى حتفها فجأةً قبل أن تتمكّن من القيام بذلك. وفي حين يتوافد الزوّار لتعزية الأسرة، تحاول الشقيقات التعامل مع وفاة والدتهنّ ومحاولة إيجاد دلائل من خلال التحدّث مع الوافدين. فتتبلور الاحداث ويتصاعد التوتر بين أفراد العائلة في حين يعملن جاهدات لإخفاء أسرارهن الشخصيّة والتعامل مع شعورهنّ بالذنب. وإذ تعيد الشقيقات النظر في كل ما تعرفنه عن أمهنّ بعد لقاء مذهل بإحدى الزائرات
المختارون من أخراج علي مصطفي
تدور الأحداث في مستقبلٍ بائس تعمّه الفوضى، بسبب تلوّث المياه الصالحة للشرب. يخوض مجموعة من الناجين، الذين اتخذوا من مستودعٍ مهجور ملجأً لهم، صراعاً ضارياً للبقاء على قيد الحياة، والحفاظ على المصدر الوحيد المتبقي للمياه النقيّة. تنجح مجموعة من اللصوص بالتسلّل، وبعد مشاجرة مميتة، يظهر اثنان من الغرباء للمساعدة في محاربة اللصوص، فيقوم قائد الناجين بالسماح لهما بالبقاء تعبيراً عن امتنانه، شرط أن يلتزموا بقواعد المجمع. وبعد خيانة أحد الغرباء، يدخل المجمع في حالة من الهلع والجنون، ويبقى السؤال: مَن الأفضل، والأجدر القيادة وبالبقاء على قيد الحياة؟ أخرج وأنتج علي مصطفى عدة أعمال قصيرة وأفلام وثائقيّة وإعلانات تلفزيونيّة وأفلام دعائيّة للشركات. أما من أشهر أعمال المخرج الإماراتي: «دار الحي» (2009)، «من ألف إلى باء» (2014) و«تحت الشمس» (2005) الذي عرض في عدة مهرجانات عالميّة. أما «المختارون» فمن تلك الأفلام المشوّقة التي تستحق الاهتمام
مسرح الحب من أخراج أندرياس دلسغارد و عبيدة زيتون
في شهر مارس 2011، إنضمّت مذيعة الراديو السورية، عبيدة زيتون، وأصدقاؤها إلى المظاهرات التي خرجت ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وراحوا يصوّرون حياتهم، وما يدور حولهم من أحداث، لأنهم كانوا يعلمون بأن الربيع العربي سيغيّر بلدهم إلى الأبد. ولكن تطلّعاتهم لمستقبل أفضل قوبلت بالعنف والاعتقال والموت، بعد أن قادت ردّة فعل النظام العنيفة البلاد نحو حرب أهليّة دمويّة. فترحل عبيدة زيتون من دمشق في جولة حول البلاد. يصوّر فيلم «مسرح الحرب»، عبر هذه الرحلة الشخصية، الأحداث الأخيرة في سوريا، من خلال عدسة كاميرا حميميّة لمجموعة صغيرة من الأصدقاء
سوليتير من أخراج صوفي بطرس
في قرية لبنانيّة صغيرة، تنشغل تيريز، زوجة رئيس البلديّة، بالتحضير لزيارة الخطيب المرتقب وعائلته لابنتها. تنقل تيريز الخبر السعيد لشقيقها المتوفي الذي يُطلُّ عبر صُوَر مُعلّقة في سائر زوايا المنزل، تذكّرها بمقتله منذ عشرين عاماً في تفجير تُحمّل مسؤوليته للسورييّن... يصل الضيوف الذين طال انتظارهم، وإذ تكتشف تيريز بأنهم سوريّون
المسافر من أخراج هادي غندور
عدنان وكيل سياحة في قرية لبنانيّة صغيرة، حَلِم بالسفر حول العالم طوال حياته، لكنه لم يحظَ بفرصة مغادرة بلده. هو متزوج ولديه ولد واحد، ويعيش مع هذا الحلم، إلى أن يرسله مديره في رحلة عمل إلى باريس، فيتحوّل الحلم إلى حقيقة. وخلال زيارته، يتعرّف إلى نسيبته الشابة والجذّابة ليلى، ومن إعجابه بها وذهوله بمدينة الأضواء، يتأرجح قلب عدنان ما بين رغباته العاطفيّة وواجباته العائليّة إن «المسافر» هو فيلم هادي غندور الروائي الطويل الأول. لكن المخرج اللبناني البلجيكي عمل في إخراج وإنتاج أفلام وثائقيّة عدّة، في الولايات المتحدة الأمريكية، لصالح شبكات تلفزيونيّة عالمية، كما دخل ميدان الأفلام القصيرة، فأخرج وأنتج عدة أفلام أبرزها «حب بعد الشروق»، الذي فاز بجوائز