تتمتّع دار ’أوليس ناردين‘، العلامة السويسرية الرائدة في صناعة الساعات الفاخرة، بتاريخ عريق وشهرة واسعة في إتقان الفنون والتقنيات المتخصصة بطلاء ميناء الساعات بمادة المينا. وتفخر ’أوليس ناردين‘ بقدرتها على تطوير هذه الحرفة على أيدي فريق عملها الموهوب الذي كرّس حياته المهنية لإتقان واحدة من أكثر المهام تطلباً في مراحل صناعة الساعات.
ويعكس هذا الالتزام تفرّد العلامة بالحفاظ على التقاليد العريقة في قطاع صناعة الساعات، حيث تحتاج عمليات الطلاء بالمينا الكثير من العمل الشغوف والصبر والمهارة التقنية العالية. وتشكّل المواظبة على تطوير المهارات المفتاح الأساسي لإتقان هذا الفن القديم الذي تعود أصوله إلى وقت ظهور صناعة الساعات نفسها، ولا توجد مدرسة رسمية لتدريب العاملين على هذه الحرفة، بل هي خبرة تراكمية يتم تعلمها على مدار ساعات وأيام وأشهر من العمل الدقيق لتعلّم مبادئ هذه التقنية، والتي ينبغي التمرّس في جميع تفاصيلها قبل الحصول على شرف استعمال فرشاة الطلاء على ميناء الساعة. وهكذا يمكن للعاملين في هذا المجال أن ينتظروا مدة قد تصل إلى سنتين لحين انتهاء فترة تدريبهم قبل أن تنفيذ أول مهمة لهم.
وتُعدّ تقنية الطلاء بالمينا صعبة ومعقدة للغاية، حيث لا تنجح سوى 10% من القطع المطلية بالمينا في تقديم تحفٍ لا تشوبها شائبة وتستحق إضافتها إلى ساعات ’أوليس ناردين‘. ولهذا، تعد هذه المهمة صارمة للغاية وتحتاج إلى مهارات استثنائية لا يستطيع إتقانها إلّا القليل من المواهب.
وقد يتطلّب تنفيذ العمل وضع طبقات متعددة من المينا لتحقيق النتيجة النهائية المطلوبة اعتماداً على التصميم واللون. وتحتاج كل طبقة طلاء إلى تعريضها للحرارة العالية، ما يرفع خطر تضرر القطعة، إذ يتم وضعها في الفرن ما يرفع احتمال تعرضها لعطب ما، كأن تتلطّخ ببقايا من الفرن أو تتشقق بفعل الحرارة العالية أو تتشكّل فقاعات على سطحها، ما يتركها مغطاة بالثقوب الصغيرة. وفي مثل هذه الحالات يجب التخلص من القطعة والبدء بطلاء ميناء جديد. ولعل ارتفاع معدلات الإتلاف العالية لقطع الميناء المعطوبة يبرر ارتفاع تكلفة هذه العملية الإنتاجية وبالتالي سعر الساعات التي تحملها.
ومن جهتها تعتمد علامة ’أوليس ناردين‘ على العديد من تقنيات الطلاء بالميناء، تحتاج جميعها إلى تفاصيل معقدة غاية في الإتقان، وتتضمّن:
تقنية كلوازونيه
وهي تقنية قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل العصور الوسطى بفترة طويلة، إذ تقوم هذه الطريقة على ابتكار خطوط التصميم الأساسية من أسلاك رفيعة جداً من الذهب تبدو في سماكتها كشعر الإنسان، يتم تثبيت مادة الميناء بين فراغاتها بدقة متناهية. وقد يستغرق تصميم الأسلاك الذهبية وتطبيقها بدقة حسب المخطط حوالي 15 ساعةً قبل أن تبدأ عملية الطلاء بالميناء.
تقنية جران فو
تُعدّ هذه التقنية طريقةً بالغة التعقيد والدقّة لطلاء وجه الساعة بطبقات متعددة ملوّنة من مادة المينا. ويتم تسخين كل طبقة في الفرن على درجة حرارة مرتفعة جداً، حيث يضمن التعرض المتكرر للحرارة تثبيت طلاء المينا وعدم تأثره أو تغيّره بمرور الوقت.
تقنية شامبلوفيه
ظهرت هذه التقنية في القرن الثاني عشر، وتتطلّب عملاً مشتركاً بين اثنين من الحرفيين؛ يتكوّنان من اختصاصي حفر فنّي وخبير طلاء بالمينا، حيث يتم حفر ميناء الساعة بدقّة وفقاً للتصميم الموضوع وبعدها يتم ملئ هذه النقوش بالمينا.
تقنية فلانكيه
وهي طريقة تعتمد على ابتكار تصميم من الخطوط المتقاطعة أو المتعرّجة بالحفر اليدوي أو باستخدام الآلات. ويتم طلاء القطعة بقلم ريشة قبل وضعها في الفرن، ما يمنح المنتج النهائي إيحاءً ثلاثي الأبعاد.