يشغل سلمان سلطان منصب مدير العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي في شركة "جاكوار لاند روڤر" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وقد كانت وظيفة أحلامه أن يمثل هذه العلامات التجارية الفاخرة في عالم السيارات، حيث يعتبر نفسه وصياً على العلاقة الخاصة التي تربط "رينج روڤر" مع الشرق الأوسط تحديداً. وبينما تعكف شركة "فورد"- المالك الأمريكي السابق لشركة "جاكوار لاند روڤر"- على تقليص عدد طرازاتها من سيارات السيدان إلى طرازين فقط، تواصل "جاكوار لاند روڤر" المضي قدماً نحو آفاق أوسع تحت جناح مجموعة "تاتا" الهندية. وللوقوف على ذلك، أجرينا هذا الحوار مع سلمان سلطان لمعرفة المزيد عما تخطط له "جاكوار لاند روڤر"، وما الذي يتوقعه لمستقبل هذه الشركة في ضوء التحول السريع الذي يشهده قطاع السيارات.
أين ترى قطاع السيارات في السنوات القادمة؟
يتجه قطاع السيارات عموماً نحو تطوير سيارة المستقبل، وهي سيارة أكثر نظافةً وذكاءً مع قدرات تقنية أعلى وتقنيات اتصال أكثر. وقد انطلقت "جاكوار" فعلاً في هذا المسار منذ 18 عاماً عندما أصبحت أول شركة في السوق تطرح النظام التكيفي لتثبيت السرعة في سيارتها XK خلال تسعينيات القرن الماضي.
وتتبنى "جاكوار لاند روڤر" اليوم الارتقاء بتكنولوجيا السيارات الكهربائية، ونحن في الشرق الأوسط نركز أيضاً على تحقيق أهداف رؤيتنا العالمية بهذا المجال. وبصفتنا إحدى الشركات الرائدة عالمياً في صناعة السيارات، فإننا ندرك أهمية هذه التوجهات في القطاع ونتفاعل معها عبر ابتكار تقنيات رائدة في السيارات الكهربائية بأسلوبنا الخاص، والسعي لتطبيقها في منطقتنا.
وسواء كنا نتحدث عن السيارات الكهربائية بالكامل، أو الهجينة المزودة ببطاريات يتم شحنها بواسطة محرك الوقود ومصدر طاقة خارجي في آن معاً، أو السيارات معتدلة التهجين (mild hybrid)، فجميعها مقومات أساسية لمستقبل النقل وقطاع السيارات. وبما أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سباقةٌ دوماً إلى تبني التقنيات الجديدة، لذا من واجبنا الاستمرار في مواكبة احتياجات وتطلعات ومتطلبات عملائنا على أكمل وجه.
وتمتلك "جاكوار لاند روڤر" محفظة منتجات متميزة ستطرحها في المنطقة خلال عام 2018 فصاعداً. وتولي الشركة كذلك اهتماماً كبيراً بخدمة العملاء، حيث أن بيع السيارات شيء، وتوفير خدمة عملاء ممتازة شيء آخر.
مع كل هذه التغييرات التي يشهدها قطاع السيارات، كيف ترى تأثيرها على فئة السيارات الفاخرة؟
يشهد القطاع الكثير من التغييرات، ويتغير حتى مفهومنا عن "الرفاهية". ولهذا علينا أن نكون مرنين في التأقلم مع هذه التغييرات.
إن تعريف السيارة الفاخرة قبل 30 عاماً كان يعني الحديث عن استخدام جلود عالية الجودة ووحدة تكييف أوتوماتيكية. أما اليوم، فالرفاهية تتضمن الكثير من العناصر الأخرى مثل تقنيات الاتصال المتطورة، وما الذي يمكن للسيارة أن تقدمه لك حتى تستطيع إنجاز مهامك اليومية بشكل أفضل.
لقد أصبح الوقت أيضاً رفاهيةً في حياتنا المعاصرة الحافلة بالمشاغل، ولهذا أعتقد أنه في المستقبل سيتم استثمار الوقت بشكل أفضل من خلال السيارات ذاتية القيادة والمزودة بتقنيات الاتصال المتطورة، مما يمنحنا حرية أكبر في التفاعل مع بعضنا البعض أثناء القيادة بدلاً من مجرد الانتقال من مكان لآخر.
وبغض النظر عن المنحى الذي يمكن أن تتبناه السيارات الفاخرة، فهي بالتأكيد ستكون منتجات متميزة وخاصة، محدودة العدد، ومصممة على أيدي خبراء محترفين وفقاً لاحتياجات العملاء كما لو كانت بدلة فاخرة. سيكون هناك حتماً مكان للسيارات الفاخرة في المستقبل.
هل تعتقد بأن هذا الحراك الذي نشهده من كبرى شركات التكنولوجيا (مثل Google، وApple وغيرهم) يؤثر على قطاع السيارات في الآونة الأخيرة، إن كان على صعيد موقف العملاء، أو رغبة هذه الشركات بدخول عالم السيارات ذاتية القيادة؟
أنه أمر مثير للاهتمام حقاً أن نبدأ التساؤل إلى أي مرحلة وصلت الشركات التكنولوجية وشركات تكنولوجيا المعلومات في قطاع تصنيع السيارات أو العكس.
الآن، وبعد مرور بضع سنوات على عمل هذه الشركات في تطوير تكنولوجيا السيارات، أعتقد أنها اليوم تجد صعوبة أكبر مما كانت تتخيل في مجال تصنيع السيارات.
صحيح أن هذه الشركات لعبت دوراً محورياً في الانتقال إلى المرحلة التالية لقطاع تصنيع السيارات ونحن نتعاون معهم جميعاً، إلا أن إنتاج السيارة من الصفر ليس أمراً سهلاً على الإطلاق؛ فهو يتطلب إمكانات وقدرات كبيرة ابتداءً من معامل الفولاذ لتصنيع هياكل السيارات، وصولاً إلى الهندسة الميكانيكية، وتجهيزات السلامة، وانتهاءً بتلبية متطلبات الجودة والراحة؛ وهذه جميعها تستلزم كماً هائلاً من الكوادر البشرية والمهارات المختلفة.
إنهم شركاؤنا بطبيعة الحال، ويلعبون دوراً بالغ الأهمية في تطوير تقنيات محددة يختبرونها في ظروف تحاكي الواقع، وهذا أمر رائع بالفعل؛ ولكنني أعتقد أنه ما يزال أمامنا وقت طويل حتى نفكر بشراء سيارة مصنوعة بالكامل من قبل شركة تكنولوجيا دون شراكة حقيقية مع شركة متخصصة بتصنيع السيارات.
فيما يتعلق بموضوع القيادة الذاتية، كيف ستؤثر القيادة الذاتية برأيك على فئة السيارات الفاخرة على المدى الطويل؟
ستكون السيارات الفاخرة أول من يتبنى التقنيات الجديدة، ولكم أن تتخيلوا سيارة ذاتية القيادة بالكامل مع مقصورة داخلية مصممة خصيصاً لتعزيز رفاهية وراحة رجال الأعمال.
علاوةً على ذلك، فإن السيارات الفاخرة في المدن الكبرى - مثل بكين وشنغهاي ولندن ودبي ونيويورك – يقتنيها عادةً العملاء الأثرياء ويضيع على سائقيهم الكثير من الوقت في محاولة إيجاد مكان لركن السيارة. وتتيح تكنولوجيا القيادة الذاتية لهؤلاء مستوى أعلى من الكفاءة في التنقل دون الحاجة إلى تضييع الوقت في البحث عن مكان لركن السيارة.
وقد يشاهد المرء للمرة الأولى سيارة ذاتية القيادة بالكامل ضمن فئة السيارات الفاخرة التي يقودها سائق خاص، وبذلك قد لا يكون هناك أي تأثيرات سلبية لتكنولوجيا القيادة الذاتية على فئة السيارات الفاخرة، حيث سيتم توظيف هذه التكنولوجيا بطبيعة الحال لتعزيز رفاهية السيارات الفاخرة بنفس الوظائف المستخدمة في السيارات التي يقودها سائق خاص.
وبالنسبة للمستوى الأعلى من تكنولوجيا القيادة الذاتية، أي المستوى الخامس، فسيكون قادراً على إيصالك إلى باب منزلك أو شركتك، ومن ثم تجد السيارة مكاناً مناسباً للركن من تلقاء نفسها قبل أن تعود مرة أخرى لتقلك عند مغادرتك، وكأنها سيارة ليموزين مع سائق خاص.
هل يمكنك الاستعانة بهذه التقنيات الآن في سيارات "جاكوار" أو "لاند روڤر"؟
للأسف لا. إذ لا يزال قطاع السيارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مراحله المبكرة، ونحن بحاجة إلى وقت أطول لتفعيل المستوى الأعلى حالياً من تكنولوجيا القيادة الذاتية وهو المستوى الثالث.
ويعتبر المستوى الثالث المرحلة الأولى التي تتولى فيها السيارة مسؤولية القيادة، حيث يمكنك لفترات قصيرة أن تدع السيارة تقود بك على الطرق ثنائية المسارات، ولكن ذلك يتطلب استخدام لافتات طرقية وعلامات موحدة للمسارات وغيرها الكثير من الأمور التي يتوجب على السيارة قراءتها، وهذا غير متاح في منطقتنا حتى الآن.
وهناك بالطبع المستوى الثاني الذي يألفه العديد من مشتري السيارات الجديدة، ويتضمن على سبيل المثال النظام التكيفي/ الذكي لتثبيت السرعة والذي يبقيك على مسافة آمنة من السيارة التي أمامك، وكذلك مساعد ركن السيارة الذي يتولى مهمة الركن.
هذه هي التقنيات المتاحة حالياً ضمن سياراتنا؛ وبذلك أجل، أستطيع الاستفادة منها قدر الإمكان عند قيادة سيارات "جاكوار" أو "لاند روڤر".
هل تعتقد أنه سيبقى في المستقبل مكانٌ لسيارات "يدوية القيادة" إن صح التعبير؟
إن الأبحاث التي تقوم بها "جاكوار لاند روڤر" حول السيارات ذاتية القيادة في المناطق الحضرية هي الخطوة التالية لتطوير تقنيات السيارات ذاتية القيادة بالكامل وشبه ذاتية القيادة. ونحن لا نسعى من خلال هذه الإبحاث إلى تطوير سيارات "ذاتية القيادة" لمجرد الاستغناء عن السائق، وإنما ننشد تعزيز دوره في الإشراف على أدائها وتحسين تجربة القيادة.
هل من سيارة معينة ترغب بامتلاكها بشكل دائم؟
إذا كان لي أن أمتلك سيارة واحدة فقط بشكل دائم، فسأختار حتماً سيارة رينج روڤر سبورت SVR. فهي تتميز بتصميم مبتكر يدعم استخدام أحدث التقنيات، ابتداءً من نظام المعلومات والترفيه Touch Pro Duo وصولاً إلى مصابيح LED بكسل التي تعزز مستوى وضوح الرؤية.
ويرتقي طراز SVR بسيارة رينج روڤر سبورت إلى مستويات جديدة من الأداء والكفاءة العالية مع محرك بقوة 575 حصاناً، وتسارع من الصفر حتى 60 ميلاً بالساعة في غضون 4,3 ثانية فقط. عدا عن التصميم الجريء والاستخدام الواسع لألياف الكربون (والذي أحبه بشدة)، ما يجعل هذه السيارة أكثر دراماتيكية وسرعة ومرونة في القيادة.